انعدام الثقة بين الزوجين
انعدام الثقة بين الزوجين تعتبر من أكبر المشاكل التي تدمر الزواج وتهدم الروابط بين الزوجين، حيث أن الزواج يجب أن يبنى على الثقة بين الشريكين قبل الحب، فالثقة بين الزوجين توطد العلاقة بينهما وبالتالي يكون من السهل التفاهم بينهما وتنشئة الأطفال بشكل سوي غير مبني على الشك.
انعدام الثقة بين الزوجين
أي عدم تقبل الزوجين التحدث في الخصوصيات مع بعضهما والذي بدوره يقلل الحوار القائم بينهما مما يؤدي إلى التباعد بينهما شيئا فشيئا وقد ينتهي الأمر بالطلاق، وبالطبع فإن الأثر الأكبر لانعدام الثقة بين الزوجين يقع على الأبناء، حتى وإن لم ينفصل الزوجين فستجد أن الأطفال الناشئين في منزل تقوم العلاقة فيه على الشك أو عدم الثقة لديهم سلوك غير سوي كما أنهم يعانون من اضطرابات نفسية.
أسباب انعدام الثقة بين الزوجين
انعدام الثقة بين الزوجين إحدى المشكلات الكبرى التي تهدم الروابط الأسرية، وتحدث هذه المشكلة لعدة أسباب وهي:
- الكذب: يؤدي الكذب المستمر من أحد الزوجين إلى تقليل الثقة بينهما إلى أن تنعدم كليًا.
- إخفاء بعض التفاصيل على الشريك: قد يخفي أحد الزوجين أمرا ما على شريكه بسبب غضب الشريك الأخر بسرعة من أصغر الأمور أو لأسباب أخرى، ومع تكرار الأمر فإن الثقة بينهما تزول.
- الغيرة المفرطة: الغيرة المفرطة تنشأ في الأصل من عدم الثقة بالنفس، مما يحمل أحد الزوجين للتجسس على الشريك الأخر أو البحث الدائم في أغراضه، وبالتالي تنعدم الثقة بين الزوجين تدريجيا.
- الخيانة: إذا قام أحد الطرفين بخيانة الطرف الأخر فبالطبع هذا يؤدي بالشريك إلى عدم الثقة في الطرف الخائن.
- عدم الاهتمام من أحد الزوجين: يؤدي عدم الاهتمام إلى شعور الشريك بأن الطرف الأخر لم يعد يحبه، وبالتالي تنعدم الثقة بينهما.
- عدم الاحتفاظ بالأسرار: يؤدي إفشاء أسرار الشريك إلى انعدام الثقة في الشريك الأخر، حيث يصبح حذْر في تعامله مع الشريك الأخر محاولًا ألا يخبره بأي شيء لأنه يظن أن الشريك الأخر سيقوم بإفشائها للعلن، فيقل الحوار بينهما إلى أن ينعدم فيصل بهما إلى الانفصال غالبًا.
- عدم الاحترام: يؤدي عدم احترام أحد الطرفين للأخر إلى انعدام الثقة بين الزوجين، فليس من المنطقي الثقة في شخص لا يحترمك، بل أنك سنحاول تجنبه.
- اختلاف بيئة نشأة الزوجين الاجتماعية: حيث إن كان لكل طرف بيئة نشأة تختلف عن الأخر فإن مبادئهما تكون مختلفة مما يؤدي إلى انعدام الثقة بينهما.
- عدم التفاهم بين الزوجين: فمن المحال الثقة بشخص لا يفهمك.
قد لا تكون مشكلة انعدام الثقة بين الزوجين لسبب من الأسباب السابقة، فقد تكون بسبب اضطراب نفسي أو عقلي لدى أحد الزوجين وفي تلك الحالة يجب مراجعة الطبيب النفسي لعلاج هذه الاضطرابات، والتحلي بالصبر إلى أن يتم العلاج.
أثر انعدام الثقة بين الزوجين عليهما وعلى الأبناء
لانعدام الثقة بين الزوجين أثر سلبي سواء كان ذلك الأثر على الزوجين أو الأبناء أو حتى على الحياة الأسرية بشكل عام، وهذا الأثر السلبي قد يؤدي إلى كوارث أسرية ومجتمعية كبيرة نلخصها في النقاط التالية:
- قلة الحوار والمناقشة بين الزوجين: وبالتالي يؤدي إلى التباعد بين أفراد الأسرة فلا يعرف الأبناء الفرق بين ما هو صواب و ما هو خاطئ.
- اضطرابات نفسية لدى الأبناء: حيث إن انعدام الثقة بين الزوجين تنعكس بالسلب على الأبناء خاصة في مرحلة الطفولة حيث إن الطفل يبدأ بتكوين عاداته وانطباعاته في تلك المرحلة، وقد تؤدي تلك الاضطرابات إلى خلق طفل ذا سلوك سيء وقد يلجأ فيما بعد إلى إدمان بعض المخدرات.
- سوء المعاملة بين الزوجين: فمن غير الممكن معاملة شخص لا تثق به بصورة جيدة أو بشكل طبيعي.
- زيادة درجة إيثار النفس والأنانية: فانعدام الثقة بين الزوجين يزيد من التباعد الأسري فنرى الفرد تصيبه الأنانية الشديدة دون إدراك منه.
- انفصال الزوجين: إذا لم تعد ثقة الزوجين ببعضهما لفترة فإن المشكلات تزداد في المنزل والتي بدورها تمهد لعملية انفصال الزوجين.
- عدم تحمل الزوجين لأي كلمات من بعضهما: فيقتصر دورهما على المهام اليومية كأن يذهب الزوج للعمل وتقوم الزوجة بواجبات المنزل دون محاولة للنقاش الجاد بينهما.
- هروب الأطفال من المنزل: يؤدي الإفراط في إنعدام الثقة بين الزوجين إلى محاولة الأبناء تجنب الآباء مما يدفعهم للهروب من المنزل.
- الشعور الدائم بالاكتئاب والأرق: حيث يبدأ الزوجين بالتفكير بشكل سلبي باستمرار مما يمهد للإصابة بالاكتئاب.
- عدم تقبل الزوجين لبعضهما: مما يزيد التباعد بينهما والتباعد بين الأبناء، حيث أن الأبناء في الغالب يقلدون سلوك الآباء سواء كان السلوك إيجابي أم سلبي.
إقرأ أيضا الغضب يقتل الزواج
علاج انعدام الثقة بين الزوج والزوجة
يمكن معالجة انعدام الثقة بين الزوج وزوجته بعدة طرق، وعلى الزوجين الصبر والتحمل لأن إعادة الثقة بينهما قد تحتاج إلى وقت وجهد حسب المسبب لتلك المشكلة ومن أساليب إعادة بناء الثقة بين الزوجين:
- مصارحة الطرف الأخر بكل صغيرة وكبيرة وعدم كتمان الأمور عنه، وفي حالة غضب الشريك من تلك الأمور يمكن صياغتها بصورة أخرى غير التي تغضبه مما يعزز من الثقة بين الزوجين.
- عدم إفشاء أسرار الشريك، فكتمان الأسرار يجعل الشريك يطمئن للشريك الأخر ويبوح له بما في صدره مما يزيد الروابط بين الزوجين.
- فتح باب للحوار والمناقشة بين الزوجين يعمل على توطيد العلاقات بينهما والتي بدورها تسترجع الثقة بين الزوجين تدريجيا.
- عدم انتقاد الطرف الأخر بصورة مستمرة خاصة أمام الأطفال أو أمام الغرباء، فالانتقاد المتكرر يهدم الثقة ويجل الطرف الذي تم انتقاده يتجنب التعامل مع الطرف الأخر.
- الصبر على الطرف الأخر، فالثقة ليست باختيار الإنسان بل إنها تنشأ نتيجة المرور ببعض المواقف، والتي من خلالها يمكن للزوجين الثقة ببعضهما.
- الاستماع إلى الطرف الأخر باهتمام دون السخرية من كلامه يعمل أيضا على خلق جو من التفاهم بين الزوجين وبالتالي يؤدي إلى زيادة الثقة بينهما.
- الوضوح ومصارحة الطرف الأخر بأخطائه بطريقة جيدة لا سخرية فيها أو انتقاد، وعلى الطرف الأخر تقبل النقد البنّاء بصدر رحب دون غضب.
- البعد عن الغموض فإذا كان هناك ما يزعجهما يجب عليهما قول ذلك، فلا يجوز أن يهجر أحدهما الأخر دون إخباره بالسبب.
- الاعتراف بالأخطاء وتقبل نتيجة تلك الأخطاء يساعد كثير في بناء الثقة بين الزوجين.
- احترام خصوصيات الطرف الأخر وعدم محاولة مضايقته، فهذا يزيد من شأنك في نظر الشريك مما يزيد الثقة بين الزوجين.
- عدم خيانة الطرف الأخر.
- يجب تقليل الغيرة المفرطة بتجنب البحث في أغراض الطرف الأخر، وتجنب معرفة ما لم يبح به فذلك يساعد أيضا على زيادة الثقة بين الزوجين.
- عدم إلقاء الوم على الطرف الأخر في كل شيء، فإن التأنيب المستمر للشريك يجعله يفقد الثقة في شريكه.
- إذا كان انعدام الثقة بين الزوجين سببه اضطراب نفسي فمن الواجب المتابعة مع الطبيب النفسي، والتأكد من الحصول على الأدوية المطلوبة في ميعادها حتى يتم الشفاء، ومن الجدير بالذكر أن هذا الحل سيكون طويل الأمد فيجب على الطرف الأخر الصبر وعدم إشعار الشريك بأن هذا يزعجه فهذا قد يساعد على سرعة الشفاء.
